يؤكد الخبراء أنه لا تكاد تخلو مدرسة، إعدادية وثانوية، أو جامعة من وجود للـ«بويات» في معظم أنحاء العالم، بل إن إحدى أولياء الأمور قالت إنه ربما لا يخلو فصل دراسي من «بوية»، وهذا ما دفع وزارتي الشؤون الاجتماعية والتربية في الإمارات إلى تنفيذ حملة للتوعية إلى خطورة الظاهرة وإشراك أولياء الأمور والأمهات في الحد من انتشار عدواها بين البنات.
تلتقي صاحبة مشروع حملة التوعية ضد مخاطر «الجنس الرابع»، حيث تروي عن حالات وقصص من حياة «البويات»، وتحلل أسباب الظاهرة، وكيفية معالجتها، بالإضافة إلى استطلاع رأي علم النفس في كيفية تحول البنت ضد جنسها.
ظراً لحساسية الموضوع وتعذر إجراء مقابلات مع بعض البويات أو صديقاتهن في أي من مدارس الإمارات وجامعاتها، فقد استندنا في مصادر المعلومات الواردة بالتحقيق إلى خلاصة التجربة العملية لأخصائية اجتماعية بدار رعاية الفتيات بالشارقة، وإلى إحدى المحاميات الإماراتيات بمدينة العين، والتي شهدت ـ منذ سنوات ـ حادثة اعتداء إحدى البويات على زميلة لها بالسكن الجامعي، وتم تحويلها إلى القضاء ولم يعرف الحكم الذي صدر بحق الجانية.
تختار “البويه” صديقة لها تسمى “كلوزتها”، وقد تكون متزوجة، وحين يُسأل “البويات”: لماذا هذا التشبه بالرجال؟ يقلن إنه “ستايل” خاص بهن، وقد تلتزم “ البويه” بآداب السلوك خلال اليوم الدراسي، ولكن في السكن تقوم بعمل بعض التصرفات الغريبة والملفتة للنظر والتي لا تصدر في العادة إلا من الأولاد.
مشكلات «البويات» لا تصل لمراكز الشرطة لأنها تمس سمعة العائلات!
بصفتها محامية إماراتية وعضوة سابقة بمجالس أولياء الأمور في مدارس العين، تقول شيخة النيادي عن حالات “البويات”:عرض منذ سنوات مسلسل خليجي يتناول مشكلة “البويات”وكيفية معالجتها، لكن عرض المسلسل فتح المجال للبنات للتحدث عنها، وحاولت بعضهن تجربة سلوكيات “البويه”.
من فترة قريبة اشتكت بناتي من سلوكيات غريبة في مدارسهن، فقمت بالتواصل مع الأخصائيات الاجتماعيات في محاولة للاتفاق على طريقة المعالجة مع الأمهات، وفي بعض الحالات كانت البنات متمردات ولم يكن بمقدور المعلمات ولا الأخصائيات ولا الإدارة المدرسية ردعهن، فكان الحل استدعاء أولياء أمورهن، والغريب أننا وجدنا الآباء يتفهمون الوضع لكن طريقة معالجتهم للمشكلة كانت خاطئة سواء بالضرب أو الحرمان، أو حبس البنت ومنعها من الخروج، ما يؤدي إلى زيادة عناد البنت وتمردها حتى على أبويها.
لم تُجْْرَ دراسة حتى الآن حول ظاهرة «البويات» في الإمارات، فما هو تقديرك لمعدل انتشار الظاهرة؟
لا أبالغ إذا قلت إن حالات «البويات» وصديقاتهن وصلت في بعض المدارس الثانوية والإعدادية إلى نسبة %80، وكانت ملحوظة جداً، وبعضهن يحاولن التجربة لمجرد التجربة(لكن الأخصائية عواطف الريس ترى أن نسبة %80 مبالغ فيها، وأن «البويات» حالات محدودة ولم تبلغ بعد درجة الظاهرة).
ما الأسباب برأيك؟
سلوك «البويه» عبارة عن انفجار نتيجة للكبت الذي تعيشه الفتاة داخل الأسرة والمجتمع بصفة عامة، وتكثر حالات «البويات» في العائلات المفككة، خاصة وان نسبة الطلاق مرتفعة عندنا، ناهيك عن حالات الخلافات الأسرية والشجار بين الزوجين على مرأى ومسمع من الأولاد والبنات.
وفي الوقت ذاته فإن دور الأمهات في مراقبة سلوك البنات محدود، وبمجرد خروج البنت من بيتها لا تدري أمها شيئاً عن تصرفاتها، خاصة وأن البيت الواحد قد يضم أكثر من خمس بنات.
السيطرة على الخادمة!
سلوكيات «البويه» تجاه صديقتها، تحدث داخل البيوت أم في جلسات نسائية خاصة؟
أظن أنها تحدث داخل البيوت، لأن الأم لا تشك في صديقة ابنتها التي تأتي لزيارتها، وتفاجأ حين تكبر المشكلة وتخرج عن نطاق السيطرة، وفي الوقت ذاته تتولى الخادمة مهمة اصطحاب البنات ومرافقتهن ومراقبتهن، والخادمة ضعيفة ويسهل السيطرة عليها كي لا تفشي سر البنت، وقد تمنحها البنت مبالغ مالية وهدايا حتى تضمن سكوتها.
بصفتك محامية إماراتية، كم نسبة بلاغات اعتداءات»البويات» التي تصل إلى المحاكم؟
مشكلات «البويات» لا تصل إلى المحاكم،
وبمجرد تقديم بلاغ إلى مركز الشرطة يتم احتواء الموضوع فوراً، لأنه حساس للغاية ويمس شرف عائلة البنت، وبالتالي تتم تغطيته حتى لا ينتشر الخبر، ويعالج الموضوع عن طريق الدعم الاجتماعي.
سمعنا عن حالة اعتداء «بوية» على إحدى الطالبات لدرجة خطيرة، فما الإجراء القانوني الذي يتبع في مثل هذه الحالة؟
لا أذكر سوى حالة واحدة حدثت من سنوات عديدة في سكن الطالبات بجامعة الإمارات(وكنت حينها في السنة النهائية بكلية الشريعة والقانون)، وكانت البنت جميلة وخلوقة ومتدينة جدا، فحاولت «البويه» وشلتها ضم البنت إلى المجموعة فرفضت، فقررن الاعتداء عليها وعلى عذريتها، وتم تحويل القضية إلى النيابة، ولم نعرف الحكم الذي صدر بحق «البوية» المعتدية على زميلتها في السكن.
ألم تتكرر الحادثة خلال السنوات القريبة؟
نسمع من حين لآخر عن حادثة مماثلة، ولكن لم تسجل حالات في مراكز الشرطة ولا النيابة، وهناك حفلات وتجمعات خاصة تقام في أماكن معينة، ولم تعد سهرات «البويات» مقتصرة على سكن الطالبات.
ما العقوبة المنصوص عليها في حالات تحرش البويات؟
لا يوجد نص قانوني يخص تحرشات البنات، وقد تكون العقوبة بالحبس لو حدث اعتداء على جسد البنت الضحية، ومن الصعب نشر أخبار عن التحرشات أو حتى عن أحكام تصدر بحق «البويات».
ولذلك أتمنى من وزارة التربية أن تنظم دورات للأخصائيات، لتدريبهن على كيفية التعامل مع مشكلات «البويات» في المدارس، خاصة وأن الأخصائية يمكنها تمييز»البويه» وإيلاءها رعاية نفسية واجتماعية أكبر حتى تتجاوز المشكلة.
لو تجاهلنا مشكلة “البويات”
علاقات الإنحراف ستزداد!
باعتبارها مسؤولة عن إدارة مبادرة “عفواً إني فتاة”، تقول عواطف الريس، الموجهة الاجتماعية بدار التربية الاجتماعية للفتيات، والتي أوكلت إليها وزارة الشؤون الاجتماعية مهمة إعداد برامج توعية ضد ظاهرة “البويات”: سنوجه حملتنا التوعوية إلى نزيلات دور الرعاية الاجتماعية، إضافة إلى طالبات المدارس، وجاءت المبادرة نتيجة لتلمس الواقع والحالات التي نستقبلها في مؤسسة الأحداث، وكنا نسمع من أفواههن حكايات مثيرة عما يحدث بين “البويات” وزميلاتهن في المدارس، بالإضافة إلى ما نسمعه من اتصالات الأهالي والأخصائيات والمعلمات، والغريب أن بعض المدارس تنكر وجود “البويات” في صفوفها، بينما تعترف بها مدارس أخرى، وبعد اجتماعات مطولة قررنا تدشين الحملة.
هل تركزون في الحملة على طالبات المدارس، أم أنها وفق ما أعلن حسين الشواب، مدير إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية، ستوجه أيضاً إلى الكليات والجامعات؟
نحن ندرك أن بداية المشكلة توجد في المدارس، وعلينا أن نوعي المجتمع بحجم المشكلة وطرق حلها، وبأنه لو استمررنا في تجاهلها ستتفاقم وتزداد الحالات، كما هو حادث في الكليات والجامعات، وفي بعض المؤسسات الأكاديمية توجد مجموعات»بويات»، وأخبرتني طالبة أنه في مباراة للسلة كانت هناك مجموعة تشجع اللاعبين، فظننا أنهم شباب من طريقة اللبس واللحية والشنب، وكانوا في الحقيقة بنات، وإحدى المشرفات بالسكن الجامعي أكدت لي وجود هذه الحالات بنسبة ملحوظة.
ما أهم محاور الحملة «عفواً إني فتاة»؟
عرضنا برنامج الحملة على وزارة الشؤون باعتبارها المعنية بفئتي الفتيات والأمهات، ثم طورنا البرنامج ليشمل الأخصائيات والمشرفات وكل من يتعامل مع الطالبات، بحيث نقدم لهن التوعية في كيفية التعامل مع «البويات»، خاصة وأنهن في الإعدادية والثانوية يجتزن مرحلة المراهقة، وبحاجة إلى فن ومهارة لكي نقنعهن بالتخلي عن السلوك السلبي والعودة إلى منظومة سلوك الفتاة السوية.
برأيك، ما أسباب انحراف بعض الفتيات إلى سلوكيات «البويات»؟
من أهم الأسباب انعدام الرقابة في أماكن تجمعات الفتيات، وضعف التربية الدينية والأخلاقية والاتكال على الخادمة في غرس المفاهيم والقيم، وتكون في معظمها خاطئة، وغياب القدوة الحسنة للفتاة، وفقدان الإشباع العاطفي للبنت داخل البيت من قبل والديها وأخواتها، فتبحث عن الحب في أي مكان ولدى أي شخص يصادفها، وبدلاً من علاقة حب مع شاب، تجد في زميلتها في الدراسة بديلاً أفضل، تبدأ بصداقة وتتحول إلى سلوكيات» بويه».
من بين الأسباب أيضاً، الفراغ وعدم تحديد الهدف، وغياب الحوار، وعدم تعزيز شخصيتها كأنثى، من خلال الأزياء والمظهر العام، أو من خلال غلبة سلوك الذكورة عليها كونها البنت الوحيدة لإخوة شباب، وحين يميل مظهر البنت إلى الذكورة تعايرها زميلاتها ويوهمنها أنها «بويه»، فتتقمص الدور وتصدق أنها «بويه».
ما أهم أخطار سلوكيات « البويات»، من الناحية الاجتماعية؟
لو استمررنا في تجاهل مشكلة «البويات»، ستزداد العلاقات المنحرفة، وسنسمع عن حالات أكثر من التحرشات بالبنات من قبل «البويات»، حتى في الحدائق المخصصة للنساء.
نصيحة لكل بنت!
عندما تكوني في حفلة أو في تجمع مع البنات، احذري من الانفراد
مع «البويه» في مكان مغلق لأنها ستسعى لاستغلالك.
لا تنخدعي بمحاولات «البويه» إظهار لطفها ورقتها تجاهك،
فقد تقوم بالاعتداء عليك أو التحرش بك.
لا تستلمي لمحاولة”البويه” السيطرة عليك، واعرضي مشكلتك
على الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة أو على والدتك
مواصفات «البويه»!
- تطلق على نفسها اسم ولد.
- تلبس ملابس أولاد، وتقص شعرها “بوي”.
- حتى في مشيتها تتشبه بالرجال.
- تحاول إظهار الخشونة في التصرفات أو الصوت،
وتوفر عامل الحماية والأمان لرفيقاتها.
- تميل إلى البنات وتغازلهن، بلطف وحنان أكثر مما يصدر
عن الولد تجاه البنات، كي تُشعر ضحيتها بأنوثتها.
- لا تميل إلى الشباب، بل قد تكره الذكور.
- قد ترفض الزواج، ولا تقتنع (خلال انخراطها في العلاقة)
بفكرة أنها بنت تتزوج وتنجب أولاداً، لكنها قد تتزوج لاحقاً.
- لا تعاني من أي خلل أو اضطراب عضوي أو هرموني، وقد تكون
لديها اضطرابات نفسية واجتماعية.
- بعضهن يفعلن ذلك لجذب الاهتمام والشهرة في الوسط المدرسي والجامعي
- قد تنشب معارك بين «بويتين» من أجل فتاة تحرص كل منهما على
اكتساب ودها، وقد تتهم صديقتها بالخيانة لو تكلمت مع أي بنت غيرها.
- تقوم بالسيطرة التامة على تصرفات البنات وتقرر لهن ماذا يفعلن وكيف يتصرفن.
ا
ا الموضوع منقول